موضوع: اليوم العالمي للشعر..متى نحتفل به؟! الأحد مارس 21, 2010 7:57 am
اليوم العالمي للشعر" هو استحضار لكل التاريخ الشعري منذ أول صرخة وجدان إلى أحدث قصيدة يكتبها الآن شاعر في مكان ما من العالم، ولكنه يمر على مصر في صمت، ليصبح يوما آخر من الأيام المنسية في تاريخ الثقافة في العالم.
ويرجع تاريخ الاحتفال بيوم الشعر إلى اليوم الذي طالب فيه بيت الشعر المغربي الذي تأسس عام 1996 أن يتم الاحتفاء عالميا بالكلمة الموزونة والهادفة، واستجابة لذلك حددت منظمة اليونيسكو في 18 نوفمبر1999 يوم 21 مارس ليكون يوما عالميا للشعر والشعراء. ومنذ ذلك التاريخ، ويتم تنظيم العديد من القراءات الشعرية سنويا في دول عربية - تكاد تعد على الأصابع - والتى تتيح لما تجود به قريحة الشعراء، المكان والملتقى للتعرف على الجديد في عالم الشعر.
ومصر معروفة منذ القدم – وبالتحديد بداية من عام 1927 عندما لقب أحمد شوقي أميرًا للشعراء- بالريادة في مجالات الأدب والفن والموسيقى. فمن منّا لا يعرف بميعاد أم كلثوم المقدس - الخميس الأول من كل شهر- في إذاعة صوت العرب؟ ومن منّا لا يعرف قصائد شوقي (1886-1932) ومعارضاته، وأمل دنقل (1940-1983) وأوراقه، وفؤاد حداد (1928-1985) والمسحراتي!! وغيرهم كثر، خاصة من تبعهم أيضا في الأجيال اللاحقة من جيل الستينيات أمثال صلاح عبد الصبور (1931-1981)، ونازك الملائكة (1922-2007)، ومحمد إبراهيم أبوسنة، ومحمد عفيفي مطر، وأحمد عبدالمعطي حجازي. وأيضا حلمي سالم، وفريد أبو سعده، ومحمد صالح (1940-2009) من جيل السبعينيات، وغيرهم من جيل الثمانينيات: إبراهيم داوود وفاطمة قنديل وفتحي عبد الله وغيرهم. وجيل التسعينيات الذين نذكر منهم محمود خير الله وفارس خضر وإيمان مرسال وزهرة يسري. ومن الجيل الحالي أحمد الفخراني، وإبراهيم عادل، ومؤمن سمير، وغيرهم كثر.
ولكن للأسف رغم كل هؤلاء الذين يذخر بهم تاريخ مصر، لم يتم الإعلان عن اليوم العالمي للشعر في أي برنامج أو منتدى للثقافة المصرية، وهو الأمر الذي يطرح التساؤل التالي: ألا يستدعي وجود كل هؤلاء العمالقة الاحتفال بشعرهم؟ ألا تستحق الأجيال الجديدة من الشعراء أن يكون لها صوتا مسموعا وملتقى يتيح الفرصة للقاء الحديث بالقديم؟
وجذوة الشعر، على حد تعبير الشاعر آلن جنسبرج (1926-1997) متأصلة في بنية الروح، وهي بذلك أبقى وأخلد من كل الصروح المادية التي بنتها أيدي الإنسان على مر العصور. وقد نبه المغربيون إلى تلك الجذوة فاتخذوا منها عيدا للشعر- مع أول أيام فصل الربيع- دليلا على إحياء أوراق شجرته وينوعة ثماره، وطيب مذاق شعرها. ولابد من الإقرار بأن للشعر طابعاً فريداً، فهو لا يأتي بكلام واضح يسير المأخذ، بل هو يبدع تراكيب لغوية جديدة وغير مسبوقة لا تدين بأي ولاء للأعراف اللغوية الشائعة.
يحل اليوم العالمي للشعر كل عام، مفسحاً الفرصة للحوار والتأمل من أجل التصدي لتهميش الشعر، عن طريق الفعاليات والأسواق والاحتفالات الشعرية المتنوعة. رغم ما تعانيه مبيعات الكتب الشعرية، فلا تجد كتابا يحقق أعلى المبيعات في أي مكتبة.
والسؤال الآن..أما آن لمصر أن تحتفي بشعرائها في يوم عيدهم وتنقذ الشعر من عملية تهميشه؟!