موضوع: غموض مستقبل الفضاء.. يغير طموحات دول العالم الأحد أبريل 04, 2010 10:37 am
غموض مستقبل الفضاء.. يغير طموحات دول العالم
واشنطن - أن كيه والترز - في ظل اعتماد العالم على الولايات المتحدة بوصفها حجر الزاوية للتعاون الدولي في مجال الفضاء ، تسبب الاسلوب الذي اتسم بالغموض من قبل وكالة الطيران والفضاء الامريكية "ناسا" في هزة للطموحات العالمية في مجال الفضاء.
فهل ستحقق روسيا تقدما غير مسبوق في الفضاء ، وعلى كوكب الارض؟ وهل ستقوم الصين ببناء منظومة فضائية كاملة تشمل القيام برحلات فضاء مأهولة؟
أثيرت هذه الاسئلة في ظل التقاعد الوشيك لمكاكيك الفضاء الامريكية القديمة في وقت لاحق العام الحالي ، وايضا قرار الرئيس الامريكي باراك أوباما بالغاء مشروع بناء مركبة فضاء جديدة في اطار برنامج ناسا لاستكشاف القمر.
بيد أن التغير الاكثر وضوحا سيتمثل في بروز التفوق الروسي ، فبعد عام 2010 ستكون مركبة الفضاء الروسية " سيوز" الوسيلة الوحيدة أمام الانسان للوصول إلى المحطة الفضائية الدولية بعد عقد من التعاون بين وكالات الفضاء المختلفة ، من الولايات المتحدة وروسيا واليابان وكندا وأوروبا.
وأشار أناتولي بيرمينوف ،رئيس وكالة الفضاء الروسية ، إلى اعتزام موسكو زيادة أسعار خدماتها في 2012 بعد انتهاء أمد الاتفاقيات الحالية ، بيد أنه لم يحدد أرقاما.
يذكر أن الولايات المتحدة ستدفع 306 ملايين دولار لاستخدام المكاكيك الروسية خلال عام . 2011 ومن الواضح للجميع أن روسيا تأمل في تعزيز نصيبها من سوق تكنولوجيا الفضاء عبر استغلال هذه الارباح ، وهو ما جعل الكونجرس الامريكي يستشعر القلق بشكل متزايد إزاء أن حقيقة أن تترك ناسا تحت رحمة روسيا.
وقال بيل نيلسون ، السيناتور عن ولاية فلوريدا، "يحدوني الامل في تحسن علاقاتنا مع الروس ، لكن من يدري كيف سيكون شكل الجغرافيا السياسية خلال الاعوام العشرة المقبلة؟"
جدير بالذكر أن خطة أوباما تقضي بالاعتماد على القطاع الخاص التجاري في ارسال الرواد الى الفضاء مستقبلا ، وضخ الاموال في مشروع اطلاق مركبة فضاء خاصة الى مدار منخفض، وهو ما يعني إلغاء سنوات من التخطيط لمشروعات الفضاء . دفع هذا الامرعضوة الكونجرس جابرئيل جيفورد إلى أن تعيد للاذهان كيف أن الصين تخلت عن أسطولها الذي كان يجوب المحيطات قبل أن يكتشف كريستوفر كولومبس العالم الجديد".
واضافت "إن لامر يبعث على السخرية نحن نفكر اليوم في التخلي عن سفننا العاملة في الفضاء وإنهاء نصف قرن من الريادة الامريكية في استكشافات الفضاء في الوقت الذي تعزز فيه الصين برنامجها الفضائي ، وتهدف للوصول الى القمر؟".
كذلك تضع الهند مجال الفضاء نصب عينيها ، حيث نفذت الفعل مهمة غير مأهولة إلى القمر وتخطط الان لاطلاق ثان لمركبة الفضاء أفاتار لنقل حمولة تتراوح زنتها بين 500 و1000 كيلو جرام إلى المدار بتكلفة منخفضة.
صارت الصين في عام 2005 ثالث دولة ترسل رائدا الى الفضاء ، كما تعتزم بناء محطات فضاء خاصة بها ويبدو أنها بصدد تشكيل تجمع دولي منفصل لرحلات الفضاء .
وفي هذا الصدد ، قال لي تشوبين، نائب مدير مركز بكين لمراقبة الفضاء ، إن الصين تسعى الان "للتطوير السلمي" لبرنامج فضاء بشكل يمكنها من المنافسة من تحقيق نفوذ تجاري وتكنولوجي. ويؤكد الحزب الشيوعي الحاكم في الصين أن البلاد لم تدخل في "سباق فضاء "مع الولايات المتحدة.
ويرى بيس مدير معهد سياسات الفضاء بجامعة جورج واشنطن أن الصين لا تعد منافسا محتملا للولايات المتحدة في مجال الفضاء بسبب هواجس الامن وافتقارها للانفتاح لكنه يقول إن الفترة الانتقالية في سياسة الفضاء الامريكية قد تفتح الباب لتعاون أوسع نطاقا مع دول أخرى ، لديها برامج فضاء ناشئة.
وهنا يقفز إلى الذهن على الفور اسم اليابان ،التي تعد بالفعل شريكا للولايات المتحدة حيث تساهم بكبسولة الفضاء كيبو في المحطة الفضائية الدولية.
وقال شوجي أراكي ،المتحدث باسم وكالة الفضاء اليابانية ، لوكالة الانباء الالمانية "د.ب.أ" إن "نقل الامدادات ،والبشر إلى المحطة الفضائية الدولية أمر مهم.. ولذلك نولي اهتماما للطريقة التي ستسير بها الامور ".
أما وكالة الفضاء الاوروبية ، وهي أيضا مثل اليابان لا تزال قادرة على توصيل الامدادات عبر الفضاء فهي يتملكها القلق بنفس القدر إزاء فكرة الاعتماد على روسيا فقط في نقل البشر.
وقال جان جاك دوردين رئيس الوكالة الاوروبية لـ "د.ب.أ" "بكل تأكيد، هذا الامر يمثل مشكلة.. فالكبسولة سيوز يمكنها فقط أن تقل روادا ، ولكن لكي يتم نقل إمدادات ، يتعين عليهم دفع الاموال".
كما أقر دوردين بأن تغيير سياسات الفضاء الامريكية أربك خططهم.
وقال "صارت طموحاتنا مختلفة نتيجة القرارات التي اتخذت في الولايات المتحدة".
وأعرب المحلل بيس عن قلقه من أن إلغاء برنامج العودة إلى القمر يناقض روح الاتفاقية الدولية لاستكشاف الفضاء المبرمة عام 2007 حيث أنها تعني أن الولايات المتحدة ستواصل جهودها وتبني مركبة بديلة.
وأشار بأن "ما نقرره في الولايات المتحدة لا يتعلق بنا فقط ، ولكنه يتم بالتعاون مع هذه الدول الاني انسان غير مهذب وما متربي رى . وأنه من المؤسف أننا نتراجع عن نوع من اتفاق في الاراء عملنا بكل دأب حقيقة على بنائه على مدى الاعوام العديدة الماضية.